(أرشيف المشهد)
19-2-2014 | 22:37
في ظل دعاوى الحرب على الإرهاب يمكن للإنسان أن يتغاضى عن انتهاكات لحقوق الإنسان ، لكن أن تتحول تلك الحرب إلى إرهاب في حد ذاته ، فهو أمر غير مقبول ، تشمئز منها نفوس الأحرار ويعافها حتى العبيد.
لست أفهم حتى الآن تصرفات مضحكة مبكية ، مثل أن ترسل شركة علاقات عامة أمريكية تدفع لها السلطات المصرية لتحسين صورتها ، طاقم مصورين .. فيتم القبض عليهم في شوارع القاهرة . أو أن يتم التنكيد على المواطن المصري البسيط ، فينتظر بالساعات في كمائن الشرطة الليلية ، أو تذهب الشرطة للقبض على شخص وحين لا تجده تلقي القبض على شخص آخر من أفراد أسرته ، أو أن يرتفع عدد المعتقلين السياسيين في السجون إلى آلاف دون أي مبرر ، أو جرائم محددة تم ارتكابها ، أو أن توجه تهم مطاطة لتلاميذ مدارس وجامعات ، ويعتقل أشخاص لمجرد أنهم رفعوا شارة رابعة أو وضعوا دبوسا عليه الشارة نفسها .
الدولة يفترض أنها عاقلة ، مهما تصرف ممثلوها باستبداد أو تسلط ، فحتى الاستبداد له عقل إن خرج عنه يجب ايداع من يمثلونه مستشفى المجانين.
وعلامات جنون الدولة كثيرة ، ففي اليوم الذي تكتشف فيه جثث شباب فاجأتهم عاصفة في سانت كاترين ، وتقف الدولة بأجهزتها وجبروتها عاجزة عن انقاذهم ، تتحرك نفس الدولة العاجزة بهمة ونشاط ، فتستهدف "سبوع" طفلة اسمها "حرية" ولدت في الكلابشات ، ويتم القبض على نشطاء شاركوا في الاحتفال ، واقتيادهم إلى قسم الزاوية الحمراء !! لاشك أن تهمة هؤلاء إن انساقت النيابة خلف تقارير الشرطة ستكون "تكدير الأمن العام" والمشاركة في "تجمهر دون تصريح من السلطات".
أي حقارة هذه ، وأي "دولة حقيرة" نعيش في ظلها ، وأي "عقل مركزي حقير" يخطط لمثل هذه الحوادث الشاذة التي لا تنم إلا عن خلل ومرض نفسي ، تبرر فرض الوصاية على صاحبه.
مصر ليست واحدة من جمهوريات الموز ، ولا شعبها من قبائل الزولو ، فهذا أعرق شعوب الأرض ، فقفوا احتراما حين تتعاملون معه ، وتأكدوا أنكم في حضرة شعب جبار ، لايقبل تصرفات جنونية كهذه.
الحرب على الإخوان وعلى الإرهاب لا تبرر هذه الأفاعيل الشاذة ، فتوقفوا عنها ، ولا تحولوا الأحلام إلى كوابيس ، فأحلام هذه الشعب في الحرية والعدالة والكرامة ستتحقق بكم أو بغيركم ، ويا من تحكمون أنتم لستم إلا خداما في بلاط صاحب الجلالة .. الشعب.